اليوغا نوع من التدريب التأملي آخذ في الانتشار، ظهر في الـهـنـد قبل خمسة الآف سنة . اليوغا هو نوع من التأمل ،أو التدريب ، الشامل يركز على الروحانية العارمة .
اليوغا تحسّن صحة القلب وتنشط العضلات وتزيد المرونة وتجلب الهدوء والسكينة . إنها نوع من الممارسة التأملية تحد من القلق وتذكي الذهن .
يستخدم الناس اليوم أربعين نوعا من اليوغا . نوع الهاثا ، وهو أقدم أنواع اليوغا وأكثرها انتشارا ، ويعتمد أسلوب العنف ، ويرجع تاريخه إلى العصور القديمة . يركز هذا النوع على أساليب التنفس خلال اتخاذ أواضع مختلفة . وهذا النوع من اليوغا يناسب الأفراد الذين يعانون من الضغط النفساني أو الإجهاد ويحتاجون إلى الاسترخاء .
تشمل الأنواع المنتشرة من يوغا الهاثا أماندا (يوغا التأمل) ، وأشتانجا (يوغا الحركة)، ويوغا كلية بيرخاما الهندية (يوغا الحرارة) ، وإنتيجرال (مقدمة ليوغا التأمل) ، وكوندالينا (يوغا نفس النار) ، وكريبالو (يوغا تصمم خصيصا حسب حاجة الفرد) ، ولينجار (اليوغا الدقيقة) .
بالرغم من تعدد أنواع اليوغا ، إلا أن اختيار النوع الذي يسد حاجاتك ليس بالصعوبة التي نتصورها . يتوقف تحديد النوع المناسب لك على تحديد أهدافك ومستوى لياقتك الحالي .
إذا لم تكن قد جربت اليوغا من قبل قط ، وجب عليك أن تبدأها ببطؤ . اليوغا تمارس بالتدريج وتتقدم لاشعوريا فتحقق النتائج المرجوة والأهداف المحددة بسرعة دون أن تشعر بمرور الوقت .
هذا ومن جانب اخر ، وبالنسبة الى فوائد اليوغا فإن اخذ درس واحد من اليوغا يؤدي إلى انخفاض نسبة الكورتيسول عند الإنسان، و هو هرمون يسبب القلق والإرهاق و يعتقد العلماء أن له تأثير قوي في تكوين الدهون في منطقة المعدة، كما أن ممارسة اليوغا تؤدي إلى انخفاض احتمالات الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
قامت مجموعة من الباحثين بإجراء دراسة معمقة حول اليوغا و فوائدها لجسم الإنسان. قام الفريق بأخذ عينات دم من 16 شخص مارسوا اليوغا على مدى أسبوع، الأشخاص كانوا يمارسون اليوغا لمدة 50 دقيقة في اليوم.
كانت النتائج أن نسبة الكورتيسول انخفضت بشكل فوري وذلك منذ اليوم الأول من بدأ المشتركين في ممارسة اليوغا.
المزيد من الأبحاث لا زالت تجرى لمعرفة ما هي الآلية التي تخفض مستويات هذا الهرمون عن طريق اليوغا. كما أن الأطباء لا يعرفون المدة التي يبقى فيها مفعول الرياضة كما انهم لا يعرفون بعد ما هي المدة الكافية للحصول على الفائدة العظمى من هذه الرياضة.
لكن المؤكد انه إذا كنت تشعر بالاكتئاب أو القلق فان اليوغا مفيدة جدا للتخلص من الضغوط و الاسترخاء بالإضافة إلى كونها دواءا فعالا لعلاج الأمراض الناتجة عن الارتفاع المزمن لنسب هرمون الكورتيسول في الدم.
ومن الجدير بالذكر أن خبراء التجميل وجهوا نصيحة للسيدات مؤخرا بمدى أهمية ممارسة رياضة اليوغا وبصفة خاصة في عضلات الوجه، لأن منطقة الوجه والفكين تضم 57 عضلة. ويشير الخبراء إلى أن الانتظام في هذه الرياضة يؤخر الشيخوخة ويقاوم التجاعيد من خلال تحريك عضلات منطقة الوجه لمدة 10 دقائق يوميا.
ونحن كثيرا ما نسمع من المشاهير من الفنانين أنهم يقومون بممارسة الرياضة وأن النساء منهم على الأغلب يمارسن اليوغا التي انتشرت مراكز تعليمها في كل مكان. واليوغا هي علم منبثق من المعرفة الهندية القديمة (الفيدا)، أما كلمة "يوغا" فهي كلمة من اللغة السنسكريتية وتعني الاتحاد بين الجسم والعقل والاتصال بالإله.. لا تفرق بين جسم الإنسان وعقله بل تجعلهما وِحدة واحدة.
وفلسفة اليوغا تعرض مبادئ لها بصيرة نافذة في كل جوانب الحياة الروحية والعقلية والجسدية، وفيها الإنسان مركز لقوى متحركة وثابتة فكلما نما الجانب الثابت فيه زادت سيطرته على الجانب المتحرك.
المجالات الرئيسية لليوغا:
ياما: وهي خمس قواعد للسلوك في المحيط الخارجي للفرد الذي يتأثر دائما بأفكاره وأعماله وهي: الصدق ، اللاعنف ، عدم تقبل ممتلكات الغير، عدم الطمع ، العزوبية، أي الحالة التي تتواجد فيها الحياة في الفرد دائما في اتجاه سامٍ.
نياما: وهي فضائل تتطور تلقائيا عند الوصول إلى حالة اليوغا وهي: النقاء والرضا والتقشف والبحث والتكرس لله.
آسانا: وهي الأوضاع والتمارين الجسدية التي تطور الجسم السليم للتمهيد للجلوس لفترات طويلة للتأمل.
براناياما: أي مجال التنفس وقوة الحياة، فالإنسان قد يعيش أياما دون ماء أو طعام ولكن لا يستطيع البقاء أكثر من دقائق معدودة دون هواء إلا في مستويات وعي مرتفعة حين يصل إلى حالة اليوغا حيث يمكن إيقاف التنفس لوقت طويل وبشكل تلقائي.
براتياهارا: أي انسحاب الحواس عن أغراضها ليتحرر الفكر من القيود الحسية والأنماط الاعتيادية للإدراك، وهذا يحدث في أول مرحلة من الغوص في أعماق الفكر.
هارانا: وهي الانسحاب من تعددية وعشوائية الأفكار وتوحيد الانتباه إلى موضوع داخلي واحد.
ديانا: وهي تخفيف الاضطرابات الفكرية والوصول إلى مستويات أعمق من منهج التفكير في اتجاه منبع الأفكار.
الصمادي: وهي حالة اليوغا أي حالة توحد الوعي في حالة مطلقة تتميز باللامحدودية وقدرات فائقة.
وتمارس اليوغا من خلال مجموعة من التمارين العقلية والأوضاع الجسمية، بحيث تتناغم الحركة الجسمية مع التخيل العقلي مع طريقة التنفس، وقد صُممَت تمارين اليوغا لضبط الضغط في النظام الغددي في الجسم، وبالتالي زيادة كفاءته، وزيادة كفاءة الصحة العامة.
ونظام التنفس يقوم على مبدأ أن التنفس هو مصدر حياة الإنسان، فممارس اليوغا يقوم تدريجيا بزيادة ممارسة نظام التمرينات الرياضية والتنفس، ثم بعده يدرب جسده وعقله على التركيز والتأمل، وبالممارسة اليومية المنتظمة لنظام اليوغا يحصل الفرد على عقل صافٍ وواعٍ، وذاكرة قوية، وجسم صحي.
في نظر اليوغا يتسم التمرين بأنه لا يستهدف الجسم المادي معزولا عن باقي مقوماته أو عن العقل فحسب، بل يستهدف الإنسان ككل، لكي ينميه تنمية كاملة حتى يصبح الجسد المادي صالحا لوجود الروح فيه. ولحفظ خلايا الجسم في حالة طيبة من النشاط والحركة يلزم الاهتمام بالعوامل التالية:
· الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس.
· الأكسجين
· الطعام الطبيعي النقي.
· السوائل النقية مثل: الماء وعصير الفواكه والمشروبات الطبيعية كالأعشاب.
· التدريب البدني لتكوين الجسد بشكل يكون أكثر صلاحية لتحقيق الهدوء والتركيز وذلك بواسطة تمارين اليوغا المختلفة.
لذا فممارسة اليوغا تساعد على تحقيق توازن طبيعي بين العقل والجسد والتي من خلالها تبرهن الصحة عن نفسها، فالصحة لا تعني فقط خلو الجسد من الأمراض، بل هي بالإضافة إلى ذلك صنع بيئة داخلية تسمح للفرد بالوصول لحالة التوازن الفعال للصحة.